أنا

لست قديسا ولست براهب ولست برجل دين ناسك ولكني إنسان كنت أحاول وما زلت أحاول أن أكون معينا للآخرين ، أقدم لهم ما يمكنني من عون وخدمات ومساعدة قد تتوفر بإمكانياتي ولو كانت متواضعة .. وجل ما أتقن فنه هو الاعتذار ،،، ليس هناك من يساعدني في توفير احتياجاتي وخاصة النفسية ولكن أعتقد إيمانا أن هناك بالخفاء من يحاول ويسعى لذلك وهو بالتأكيد ليس إنسانا مثلي … لم أكن أفكر بالاستقلال ولكن كنت أعمل جاهدا لكي أكون ناجحا في وظيفتي … ويكفي أن يكون عملي وسعي برغبة صادقة مني ،،، تحصل الكثير من الأمور والشواهد في المتاجر والمعابد على السواء من أفراح وأحزان ، وهذه الأمور غالبا لا تكون من شأني ولا يحق لي تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعت في طريقي حتى لا أتعرض لما لا أرغب في حصوله … .. إن الغالبية منا يشعر باليأس والملل وهناك حالات من اليأس عجز العلم مع تمدنه وتطوره أن يجد حلولا لها ولكن بما لم يكن بالحسبان في الكثير من الحالات حدثت بعض التغيرات وحصلت بعض التحسينات وكلها مؤشرات تقول بأن على الإنسان أن لا ييأس مهما انتكست به الأحوال حتى في حالات الاحتضار ….. لا تنبسوا بأي قول ما لم يكن لديكم إيمان واقتناع به فالكثير من الحالات كانت بصحة وعافية أصبحت في طي الموت والنسيان والعكس أيضا فالكثير من الشواهد والعيان دلت على تغير في لحظة من الزمان …… إن الإنسان ضعيف بوجوده وبالكيان .. والمستور مخفي لا يدركه عقل حتى عند من وارى التراب وهكذا الحياة ………….

القطار

القطار يسير مسرعا بلا مبالاة ولا اكتراث أو اهتمام أو حتى مراعاة لشعور ومشاعر الغير … يسير مسرعا متفاخرا بين الأنفاق على القضبان ويصهل بصفيره مع بث الدخان ليدق أحزانا على أوتار من الحرارة تصم الآذان … الكل يجري ويلهث باحثا عن أفراح دون أتران … جاهلا غافيا عما يدور حوله بهذا الوقت من أحداث .. أما آن لكي يملأه الإحساس بالراحة والأمان … لا أعذار مقبولة فكل الأعذار سوف تكون في طي النسيان .. حتى الزفرات سوف تشتكي، فالصفر والواحد يكونان بعض الأحيان سيان ، وإن كانا هما أساسا لبقية الأرقام وحتى الأوزان … سرعة الحركة تؤدي إلى الحكم السريع والبهتان … كل شيء جيد بعض الأفراد الذين سيطرت عليهم الأحزان فأصبحوا جاثمين يبحثون عن أنفسهم في بعض الزوايا والأركان … أعجبني ذلك أم لا فالتدقيق أمر ليس وليس بالحسبان … أغلقوا النوافذ وأقفلوا الأبواب فما عاد هنالك أمن ولا أمان … لا أعرف شيئا عن الحدث ولا بما يسمى الحدثان فهل هناك من يرشدني ويكون لي دليلا وعنوان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من جديدي

إني أمازح الآخرين ولكن لا أسخر من أحد ولا أتجرأ أن أكون ندا لأي شخص بأي حال من الأحوال ،، وحين يحمل الآخرين فوانيس للإضاءة فأنا أحمل شعلة من النار في يدي ولا أحمل معي من الأدوات شيئا يذكر غير كسرة من الخبز اليابس وقطعة من الجبن البلدي وبيضة مسلوقة … أنا لا أتصور وضع الغير كيف يكون إن كان يفرض عليه أن يؤدي قسما بما لم يراه ولم يسمعه ؟؟ كيف يكون له أن يرى وجوها من خلف الأقنعة ؟؟ وكيف له أن يأكل من عرق وجهد غيره ؟؟ هل يستحق أن يعيش من يزور مشاعره الفعلية ليكيف نفسه مع الآخرين نفاقا ؟؟؟ هل يحق أن يحيا من يكذب على الغير ؟؟؟؟ عندما تصل قافلة ما إلى الريف فهناك الكثير من الريفيين سيكونون بالاستقبال مرحبين مهللين وهم لا يعلمون من القادم إليهم ،، ومع هذا ترجع إنسانيتهم إليهم فيؤمنون بقيمة الإنسان كفرد ،، يتذكرون طيبتهم الغائبة عن الكثير من المدنيين … خرجنا نحن من أثوابنا الإنسانية لنرتدي ثيابا لا تناسبنا وعلى ذلك لا يجب أن نلق باللوم على أحد … يجب أن نتسامح مع أنفسنا قبل أن نتسامح مع الغير حتى إذا ما تعرضنا للغرق في وسط مجرى نهر وإن كان ضحلا فهناك من يكون على استعداد لمساعدتنا مع ذاتنا …….