رقصتي

رقصت في خانة الأصفار من الإبداع فتراقصت حولي أنغام كثيرة من الغدر والخيانة … قد ضاع عمري ، وذابت نخلة الأفراح في لهيب الليل وقد كان ذاك الضياع عند باب الحانة … أي حانة ؟ لست أدري فلم تكن سوى من الحانات أبخسها حانة …. كيف لي أن أتناسى ؟ وكيف لي أن أنسى ؟ وكيف للحزن أن ينسى شجونه إن كان يحيي أو يحيا بحد السيف كل أحزانه ؟؟؟ اركلوا يا معشر الشعراء بأقوالكم كل قافية لا تشدو على أوتار الحقد والحسد لكل من ضيع وطنه أو أوطانه … وبكل ما أوتيتم من قوة وبكل شدة حتى بجهلكم أو بعلمكم العنوا من ذاب من شرب الكأس بأقبح وأرذل حانه … اعذروني إن لم أكن متكنا من إدراك أبيات الأفراح قافية أو بالشعر وأوزانه … فما أنا إلا راقصا في زمن زاد فيه هم الفرد إنسانا وإزدادت أترانه ……

هذا أنا

بدأت بحثا في قاموس هوى الدنيا الفانية عن كل ما يتعلق بالذات … وعن كل ما يرتبط ارتباطا بها من متاع أفراح ومسرات ،،، فازدادت علي في هذه الدنيا التعيسة الكئيبة ونات وآهات وحسرات …. أين أنا من نفسي ؟ وأين أنا من حركة الأفلاك والنجوم ؟ لست سوى ألم أنا وألم زاد على ألمي الكثير من الآهات موثوقة بالزفرات … بحثت عن نفسي فوجدت أن الخلق بكل ما فيه من ورى ،،، من نبات ،،، من جماد ،، حتى الحيوان في عرينه العاجي يندب فخرا أو حزنا لست أدري ولكن كل ما أدري به أن ذاك دليل على قرب أوان الوفات ….. لماذا ؟ ولماذا ؟؟ لست باليقين أدرك ولكن يقيني بأنه لا لشيء إلا لأني أفنيت في حب متاع الدنيا كل دقائق الساعات … لم أكن سوى تائها ضائعا في أروقة الزمان ،،، هذا أنا وأنا من أفسدت على نفسي متاع حياتي والملذات …

لست ولست

لست كما كنت ، فما هي يا ترى الأسباب والمسببات التي أدت وقد تكون ما زالت تؤدي إلى ذلك ؟ أيعقل أن أكون أنا المسئول عن التغيير الذي حدث أو يحدث بحياتي بغض النظر أكان إلى الأفضل أم الأسوأ ؟
لم أكن أبالي بما يدور حولي ولم أكن أمعن بناظري بمن هو على اليمين مني أو اليسار ، فالكل سواء كانوا وما زالوا عندي ولست بمن يطلب رد معروف إن كنت قد قدمت ما يسمى بالمعروف يوما فأنا لا أسمي أي خدمة تقدم للغير بالمعروف فبالتأكيد هذا واجب على كل مقتدر ،، لست بالمبالغ ولست بمن يمن على الغير ولكن طبيعتي تحتم علي أحيانا أن أكون كما أنا دون تدخل مني على نفسي . ما زالت نظراتي وأفكاري عما يجول حولي كما هي وستبقى كما هي فأنا واثق من نفسي ومن أفكاري ومن نظراتي ….. إني لا أنظر إلى ما بيد غيري حسدا أو حقدا وهكذا علمني والدي فألف حمد وشكر لربي على منحه إياي والدي … وأتساءل أحيانا كطبيعة بالبشر جمعا عما بيد الغير أحيانا أكرر ذلك مرارا وتكرارا أحيانا ولكني لا أسأل عما يملكه الغير لاعتقادي بأن ذلك الأمر ليس من اختصاصي وليس من شأني أن أسأل ، وكون ذلك لا يخصني فلا أملك الحق في التساؤل عنه … فلماذا يسأل الغير عما أملك أنا ؟؟ أنا لا أملك إلا نفسي ولم أعد واثقا ولا أعلم سببا لذلك فهل هناك من يدلني ؟؟؟؟
الأحجار الكريمة البعض منها يتلألأ ويجذب الأنظار ، والبعض له آثار تتحدث عنها الأجيال بكل الأخبار ، والبعض منها للسحر مفيد أكثر من يد الطبيب والعطار ، ومع كل هذا فالخلق يتساءل عن جدوى امتلاك الأحجار …. والمشكلة الكبرى تكمن في المحاولات المستميتة لجمع الأفكار ومحاولات استخلاص ما قد يكون حق من تلك الأحجار … من يدفع أكثر يملك أكثر ولا يعي ذلك إلا الكبار وإن لم يكونوا يوما صغار … إن التباهي تباهي ولا يصلح ما أفسده الدهر أي عطار… إن التباهي والإدعاء بما ليس بالنفس ثابتا عديم الجدوى والفائدة ولا يقدم التباهي إلا ثوبا زائفا قد يخفي تحته الدمار والجور والظلام …. أتمنى أن تعي ما قد مضى وإن كنت لي لصيقا وبحسبة الجار ….

رسائل تربوية بتركيبات تربوية

مقدمة :::

دامت الحياة تنبض فينا فنحن سنبقى في حاجة إلى التعلم ولن تقف عملية التعلم إلا عندما تتوقف حياة الفرد ، هذه حقيقة لا يمكن نكرانها ، وخير وسائل التعلم تكمن في إدراك نتائج التجارب التي قام بها الآخرون ونقلها إلى الآخرين وكذلك في ثنايا الكتب وقد وجدنا كتاب مفيد بعنوان ( أفضل النصائح للمعلمين ) من تأليف ” تشارلز ماكجوير و ديانا أبيتز ” ترجمة مكتبة جرير ، الطبعة الثانية 2006م.
ونظرا لما في هذا الكتاب من إيجابيات وعبارات كانت خلاصة لتجارب معلمين ومربين فقد وجدنا أنه من الواجب نشر ما يمكننا منه ، وعلى ذلك فقد اقتبسنا مجموعة من النصائح مع بعض التصرف من قبلنا بالإضافة والنقصان وحورنا ما تم اقتباسه إلى ثلاثة أقسام ، الأول تحت عنوان رسالة التعليم ، والثاني تحت عنوان رسالة إلى المعلم ، والثالث تحت عنوان مجموعة أسئلة … نحن لا نأمل إلا أن يكون العمل عند حسن ظنكم ، فنرجو أن يوفقنا الله فيما نرنو إليه …
رسالة التعليم

إن التعليم كان ومازال يحظى بأهمية كبيرة في كل المجتمعات فالمدارس كلها بلا استثناء بما فيها من مناهج بالمعنى الواسع للمنهج ، تهتم وتعتني وتعني بأغلى وأنفس ما في الكون من ثروات تتمثل في عقول المتعلمين … والتعليم بما يشمله من عناصر و أجزاء يسعى إلى نقل المعرفة المتراكمة عبر العصور المختلفة وكذلك الطاقة والإبداع في كل الثقافات إلى المتعلمين ، وكثيرا ما يحقق نجاحا هائلا برغم الصعوبات التي قد يواجهها أحيانا ، ونجاح التعليم لا يتأتى من الإنجازات فقط ولكن أيضا من بذل الجهد لمحاولة الإنجاز حيث أن محاولة الإنجاز هي إنجاز ….

إن عملية التعليم تحدث على مدى الحياة دامت الحياة مستمرة وهي تطوي بين ثناياها الكثير من المتعة واللذة ،، وبالتأكيد فإن الاستمرارية ، المداومة ، الإصرار والعزيمة رغم وجود عقبات ومثبطات هي التي تفرق بين الروح القوية الإيجابية والروح الضعيفة السلبية في مجال التربية والتعليم ….

ونقل الحضارة من جيل إلى الجيل الذي يليه هو أسمى وأكبر مسئولية يتولاها التعليم … وفي غياب الضوء يصبح الطريق شاقا وتتعثر فيه وعليه الخطوات وتصبح عملية السير صعبة ومتعبة ولا يمكن للحقائق والأرقام والآراء أن تساعد في إنارة الطريق الذي يجب سلكه في الحياة ، ولكن عندما يضغط التعليم على مفتاح الإضاءة للعقول يمكن عندها رؤية الطريق بصورة رائعة وجميلة ،، عندها يتحقق المستحيل ….

إن كلمة ” التعليم ” لا تعني مجرد الإمداد بالمعرفة ولكنها تعني المساعدة في إتقان عملية البحث عن الهدف من المعرفة .. وبما أن معدل التغيير في تزايد مستمر فإن التكيف مع وعلى التغيير يجب أن يكون محل اهتمام أي نوع من التعليم .
إن التعليم بدون تفكير هو جهد ضائع والتفكير بدون تعليم محفوف بالمخاطر .. والسلاح الوحيد أمام الأفكار الرديئة والسيئة هو الأفكار السليمة والجيدة ، ومصدر الأفكار الجيدة هو الحكمة ، والطريق الصحيح إلى الحكمة هو التعليم ، ولا شيء يقوي ويدعم ويثبت رغبة أي فرد في التعليم مثل الثناء والمديح ووضوح الأهداف …

إن التعليم مهمة تحتاج إلى براعة فائقة تتطلب مزيجا من الأمل ، الإيمان ، الحب ، المودة ، الإخلاص والرغبة الصادقة بأداء العمل … وفن التعليم يعني فن اكتشاف الذات ، وكما يعتبر التعليم فن فهو أيضا علم … علم لأنه يتطلب التخطيط والتنظيم وفن لأنه يتطلب حسا مرهفا …

إن الغالبية العظمى من الناجحين هم أشخاص كانت أمامهم صعوبات وكان عليهم أن يتغلبوا عليها ومشاكل عليهم حلها ، ومن خلال التغلب على هذه الصعوبات وحل هذه المشاكل اكتسبوا قوة الفكر ووضوح الرؤية ونجحوا ولم يكن بإمكانهم تحقيق ذلك ما لم يكونوا متعلمين ..

إن الرقة في التعبير تخلق الثقة .. والبساطة في التفكير تخلق الذكاء .. والسخاء في العطاء يخلق الحب ، واحترام الرأي يخلق روح المشاركة .. والتعليم بحاجة ماسة إلى كل ذلك ..

إن التعليم هو النتيجة الطبيعية لالتقاء أشخاص وقياديين رائعين بأفكار رائعة وحصيلة ذلك ستكون إيجابية للمجتمع ككل .. ويجب أن يقوم التعليم على أساس التطبيق العملي لأنه على الرغم من الاعتقاد بأن كل فرد يملك المعرفة في أمور كثيرة ومتنوعة إلا أنه لا يمكن التأكد من حقيقة تلك المعرفة إلا عن طريق المحاولة والتجريب … ويجب أن يكون المرح والفكاهة وسيلة رسمية للتعليم ويجب أن لا يكون وسيلة معترفا بها للوعظ ولكن يجب أن يقوما بالوظيفتين معا إن كان مقدرا لهما أن يفيدا وينفعا التربية والتعليم ….
يجب أن يركز مستقبل التعليم وأهدافه على أهمية تشجيع المعلمين والمتعلمين على مواصلة التعلم طوال حياتهم وأن يتحملوا المسئولية عن تعلمهم وتعليمهم ، وأن تكون لديهم مهارات اتصال فعالة وأن يكونوا على وعي ومعرفة وإدراك بالتكنولوجيا كوسيلة وأداة للتعليم والتعلم …. وأن يكونوا فعالين في حل المشاكل التي تواجههم ولديهم مهارات يمكن تطبيقها والاستفادة منها في مجالات حياتهم المختلفة.

رسالة إلى المعلم

عزيزي المعلم :
حتى تكون ناجحا ومتميزا في عملك وأدائك فعليك أن تمنح المتعلم معنى الحياة ، ذلك المعنى الذي غالبا ما يكون خافيا بين ثنايا مواضيع الكتب والمناهج التي تقوم بتدريسها وتعليمها ونقلها للمتعلم ،، ومع هذا فهناك ضرورة تحتم عليك أن تكون على وعي بالأمور الصغيرة في حياة المتعلم حتى تتمكن من إثارة الحماس وإلهاب شعلة الرغبة بالتعليم في قلب وعقل المتعلم حتى يصبح شغفا في فكر طالب العلم…

عزيزي المعلم :
إنك تستطيع أن تجعل الأمور والأشياء الصعبة سهلة جدا وذلك من خلال الممارسة والتدريب والتدرب عليها … ولن تتمكن من الوصول إلى مرتبة الامتياز إلا إذا كانت لديك مشاعر الدفء والحب تجاه المتعلم وكانت لديك الرغبة الصادقة لتنقل له ما تؤمن به بأنه ذو قيمة وأهمية …

عزيزي المعلم :
إنك لن تكون ناجحا أو سعيدا في عملك إذا ما اهتزت ثقتك في ذاتك وإمكانياتك .. أما إذا كنت واثقا مما تملكه فبالتأكيد سوف تحقق الكثير الكثير من النجاح والسعادة في عملك وفي حياتك أيضا … وإن كنت لا تتحدث مع المتعلم إلا فيما يتعلق بالدراسة فقط فكن على ثقـة بأنه لن يمكنك أن تكون ناجحا لفترة طويلة ، وستتعرض لهزات قوية قد لا تكون على مقدرة لتحملها أو حتى الخوض فيها ومن ثم ستكون خاسرا ، وأنا على يقين بأنك لا ترغب بأن تكون في موضع الخسارة …

عزيزي المعلم :
إن نجاحك يعني فهمك وإدراكك ومعرفتك بأن عليك معاملة كل متعلم بالفصل الدراسي وأثناء الحصة الدراسية بطريقة تتناسب مع قدرات وإمكانيات ومهارات كل منهم على حدة وإن كانت خافية عنهم … وحتى يكون نصحك ذو قيمة فمن الواجب أن تدرك بأن أفضل طريقة أو وسيلة لتقديم النصح للمتعلم تكمن في أن تعرف ما يريده ومن ثم نصحه للقيام به …..

عزيزي المعلم :
إن التميز يكمن في أن تقوم بتعليم المتعلم ما يجب عليك تعليمه عن طريق بث روح الحب فيه لتقبل ما يتعلمه … ويمكن القول بأنه يمكنك ذلك بسهولة إذا ما كنت تستمتع فعلا وبإيجابية وتفاؤل بما تقوم بفعله ونقله إلى المتعلم … وحين يدرك المتعلم ذلك تأكد بأنه سيستمتع بالإنصات إليك وبالتقرب إليك لكي يتعلم منك ومن هنا تبدأ عملية التميز …

عزيزي المعلم :
يجب عليك أن تثني على المتعلم وأن توجه النقد البناء له في خلوة إن كان حسابا وذما وفي علن إن كان مدحا وثوابا وذلك عندما يكون المتعلم في حاجة إلى أي منهما … وعلى ذلك أنت مطالب بأن تتحلى بالإخلاص والثقة بالنفس والإيمان بالعمل وكذلك بالقدرة على بث ثقة المتعلم في نفسه وإمكانياته .. وكن على يقين بأن قدرتك على إظهار روح المرح يمكن أن تزيل التوترات التي قد تنشأ أحيانا داخل حجرة الدراسة .. وإثارتك لخيال المتعلم بالتحليق في سماء حصتك من الأمور الواجب عليك القيام بها داخل حجرة الدراسة ……

عزيزي المعلم :
إن العطف جزء لا يتجزأ من أسلوبك في التدريس وحيث أنه لا يجب الاكتفاء بإلقاء المحاضرات كطريقة تدريس فعليك حث المتعلم لمشاركتك في تدفق الأفكار سواء منك أو منه .. ولكي يكون المتعلم قادرا على ذلك فهو بحاجة إلى بعض الضروريات والأساسيات لجعل الحصة الدراسية والتعليم والتعلم عملا حقيقيا مثمرا ومسليا ومقبولا فكريا ، فهو بحاجة إلى التزود بقدر من النظام ، الصبر ، روح المرح والحب إضافة إلى تمكنك من المادة العلمية التي تقوم بتدريسها …

عزيزي المعلم :
إذا شعر المتعلم بالتعب والملل فيما يفعله فمن الأفضل أن تقوم ببعض التغييرات التي قد يكون من شأنها تحفيز ودفع المتعلم للاستمرار ومواصلـة التعلم ، هذا إن كان لديك الذكاء وروح المبادرة وباليقين أنت تمتلك ذلك .. وإذا ما كنت تشجع المتعلم وتهتم به بالفعل وتحفزه بإيجابية فسوف يقف المتعلم في صفك وسيأتي النجاح من تلقاء نفسه لك كمعلم وله كمتعلم…..

عزيزي المعلم :
إن معرفة المتعلم عن قرب سوف تساعدك وتقدم لك يد العون لإنشاء علاقة إيجابية صحية ومثمرة بينك وبينه وهي ضرورية لشعور المتعلم بالأمان والانتماء وهذا ما هو بحاجته بالفعل منك كمعلم له … وعندما تجعل الجزاء والثواب من جنس العمل داخل حجرة الدراسة وحتى في محيط المدرسة فذلك سيكون له مردود إيجابي فعال .. ولا شيء يدمر النظام والاحترام أكثر من التعامل بأسلوب لا يتناسب مع السلوك الذي قام به المتعلم سلبا أو إيجابا …

عزيزي المعلم :
ينبغي عليك إظهار الثقة بالمتعلم وإعطاءه ومنحه الفرصة المناسبة للأداء داخل حجرة الدراسة … قد لا يستفيد المتعلم من هذا مباشرة ولكن بقية المتعلمين وقد يكون هو منهم سوف يستفيدون من هذه التجربة والمنحة التي قدمتها .. إنك إن تجردت من أخلاقيات المهنة فتأكد أنك ستكون أشد الناس وأكثرهم همجية وسينفر عنك حتى القريب منك وأنت أبعد ما تكون عن ذلك لأنك معلم ….

عزيزي المعلم :
إن تأثيرك على المتعلم سوف يمتد للأبد وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها ولا يمكن لأحد أن يتكهن بالحد الذي سيتوقف عنده تأثيرك على المتعلم أيا كان .. وفي أي مرحلة كان … وجزء مهم من عملك أن تقوم على توسيع مدارك المتعلم وتشجعه على التفوق والتقدم نحو تحقيق مستويات أعلى في التفكير والقراءة والكتابة ، ويمكنك أن تكون متواصلا على عمل ذلك من خلال جعل بداية دراسة كل وحدة دراسية كأنها اليوم الأول من الدراسة …ذلك اليوم الذي فيه تتحرك بإيجابية وبروح مرحة داخل حجرة الدراسة متعرفا على كل متعلم في حين تترك مكتبك ليكون مجرد مكان لتنظيم وجمع الأوراق … فحركتك وحديثك وابتسامتك تظهر للمتعلم أنك مهتم به وبالموضوع الذي ستتناوله معه … المتعلم يراقب كل ما تفعله ويشعر بأنك تراقب كل ما يفعله فكن متيقنا من هذا …

عزيزي المعلم :
إنك قادر على تحديد مستوى مهارات وقدرات وإمكانيات كل متعلم داخل حجرة الدراسة ، وعندما تتمكن من ذلك سيتسنى لك بسهولة ويسر التدريس لفصل تتباين فيه القدرات الذهنية للمتعلمين ، ومن هنا يكون نجاحك ونجاحهم … وعندما ترى في الاختلافات بين المتعلمين كنقاط قوة بدلا من نقاط ضعف فإن ذلك سيساعد ويحفز جميع المتعلمين دون استثناء …

عزيزي المعلم :
إن من أساسيات عملك إتقان فن الإنصات حيث عليك أن تعرف حاجة المتعلم وما يحفزه وأن تكون على استعداد للاستماع إلى مشاكله الشخصية التي يود التعبير عنها وكشفها واهتماماته وآراءه وأن تكون متواجدا عندما يحتاج إليك … أنا على ثقة بأنك تدرك ذلك ، وأدرك أيضا أنك تعلم بأنه يمكنك إثراء خيال المتعلم من خلال إشراكه في المناقشات التي تدور في حجرة الدراسة … وحتى تتمكن من ذلك بقدرة واقتدار فمن الواجب أن تجدد نشاطك في كل يوم وتفكر في وسائل وطرائق جديدة لكي تضيف الجديد إلى أدائك وأداء المتعلم …….

عزيزي المعلم :
إن عدم إدراك وفهم كافة المكونات والعناصر والمعينات التربوية التي تساعد على أداء حصة متميزة ، ناجحة ، رائعة ومثمرة هي وصفة ممتازة للكارثة والتخلف ،وأنا على ثقة بأن التكنولوجيا لن تحل محلك كمعلم ومع هذا فإن المعلم الذي يستخدم ويسخر التكنولوجيا سوف يحل محل من لا يستخدمها….

عزيزي المعلم :
إن التسلط واستخدام أسلوب الدكتاتورية في التعامل مع المتعلم غالبا إن لم يكن دائما يمثل عقبة أمام المتعلم الراغب في التعلم بجدية وعلى ذلك يجب أن تكون ديمقراطيا في تعاملك وهذا لا يعني التهاون عندما يحتاج الموقف إلى شدة….

عزيزي المعلم :
إن كان المتعلم على يقين وثقة بأن دوافعك شريفة وصادقة ومخلصة وأنك تبذل أقصى ما في وسعك بهمة عالية وبصفاء نية فيمكن أن يغض ذلك المتعلم عن أخطائك شريطة أن لا تكثر منها وأن تتعلم منها فتقومها .. وليس عيبا أن يخطئ المعلم ولكن العيب أن لا يعترف بخطئه ولا يعتذر عنه ….

عزيزي المعلم :
قم بالثناء على المتعلم عندما يقوم بعمل يستحق الثناء عليه وعندما تشجعه كي يكون أفضل ما يعتقد فإنه سيصبح كذلك وسيحقق النجاح عندئذ .. وعندما تتصل روحك بروح المتعلم فسيظهر ويطفو على السطح أفضل ما لدى المتعلم …

عزيزي المعلم :
يرى المتعلم الكثير من الخداع في العالم المحيط به ، وحجرة الدراسة هي آخر مكان يريد رؤية الخداع فيه … الكمال لله سبحانه وتعالى .. ولكن أن يقف المعلم أمام خمس وعشرين أو ثلاثين متعلما فهذا يعد مسئولية كبيرة يجب أن يكون المعلم قادرا على تحملها ، ولا يمكنك أن تتحملها ما لم تكن صادقا وواقعيا كما يريد المتعلم أن تكون عليه ….

عزيز المعلم :
إن استخدام مواد حقيقية ” طبيعية ” داخل حجرة الدراسة كعينات توضيحية يعزز ذلك في استيعاب المتعلم للدروس والمواضيع التي تحاول تدريسها وتوصيلها ونقلها له ، وطرح الأسئلة المفتوحة تعتبر وسيلة عظيمة وفعالة لتزويد المتعلم بأسلوب التفكير النقدي البناء … وإذا اعتقدت بأن في استطاعتك أن تفعل شيئا ما بطريقة رائعة بحجرة الدراسة أو إذا اعتقدت بأنك لا تستطيع أن تفعل أي شيء فأنت محق في كلا الاعتقادين ،، ولك أن تختار بينهما …

عزيزي المعلم :
إن خيال المتعلم ينمو ويكبر بالتدريب والممارسة وأنت بإمكانك فعل ذلك بسهولة ويسر إن كنت مقتنعا بعملك وأدائك … وعليك أن تؤكد على معرفتك بأن المتعلم يجب أن يفهم ما تريد نقله له قبل أن يبدأ الدرس الذي سيتعلمه حيث لا يبدأ أحد رحلة ما دون أن تكون لديه فكرة واضحة إلى أين سينتهي به المطاف .. والحصة الدراسية عبارة عن رحلة وعلى ذلك ففي حجرة الدراسة يجب أن تعطي وتمنح المتعلم صورة واضحة وفكرة كاملة عن الهدف المتوقع الوصول إليه….. والعلم لا يقاس بمقدار ما تحفظه أو حتى مقدار ما تعرفه بل بالقدرة على التمييز بين ما تعرفه بالفعل وما لا تعرفه وبما ستنقله للمتعلم …..

عزيزي المعلم :
إن تحمل المسئولية أمرا ذا قدر كبير من الأهمية شأنه في ذلك شأن أي عمل آخر تؤديه وتقوم به .. واحترامك للمواعيد واهتمامك بإعداد الدروس وفهم المواضيع التي ستقوم بشرحها وتفسيرها سوف يمثل للمتعلم نموذجا رائعا للاقتداء به ، ولا يتأتى الفشل إلا عندما تنسى أو تهمل المتعلم واحتياجاته … ما أنت إلا مثل أعلى للمتعلم بالأهداف والمبادئ والسلوكيات ، فانظر بتمعن أين تضع موقعك …
عزيزي المعلم :
إن غرور التعليم والتدريس غالبا ما يجعل المعلم ينسى أنه جاهل بالكثير من الأمور وخاصة المستجدة منها … وبما أن المستجد من الأمور هو عالم الحاسوب والانترنت فإن المتعلم غالبا ما يعرف الكثير عن ذلك العالم وقد يكون أكثر مما تعلمه… وبما أن عالم الحاسوب والانترنت طريقة ووسيلة للتعليم والتعلم فعليك أن تحسم وتتخذ قرارا باستخدام هذا العالم من الآن بما يتماشى مع التربية …..

عزيزي المعلم :
إن المشاركة في ورش العمل وقراءة الكتب والمقالات ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك مع زملاءك المعلمين تعتبر وسائل إثراء تجعلك متمكنا مما لديك من معلومات في داخل حجرة الدراسة … ويعد التحكم في الآخرين من قبل القوة ولكن التحكم في النفس هي القوة الحقيقية وما لم تكن متمكنا مما لديك من معلومات وأفكار فلن تكون لديك قوة تتمسك وتعتز بها …..
عزيزي المعلم :
• التعليم لغز … اشرحه للمتعلم حتى يحله
• التعليم هدف … حدده للمتعلم حتى يصله
• التعليم خيال … امنحه للمتعلم حتى يحققه
• التعليم أغنية … لحنها للمتعلم حتى يرددها
• التعليم مهمة … انقلها للمتعلم حتى ينجزها
• التعليم لعبة …. فسرها للمتعلم حتى يتقنها
• التعليم جمال … اكشفه للمتعلم حتى يمتلكه
• التعليم فرح … خططه للمتعلم حتى يحضره
• التعليم صراع … واجهه للمتعلم حتى يتحداه
• التعليم غموض … بينه للمتعلم حتى يكتشفه
• التعليم شجرة .. ازرعها للمتعلم حتى يسقيها
• التعليم فرصة .. امنحها للمتعلم حتى يغتنمها
• التعليم رحلة … جهزها للمتعلم حتى يكتشفها
• التعليم هدية … قدمها للمتعلم حتى يفرح بها
• التعليم لوحة . لونها للمتعلم حتى يستمتع بها
• التعليم معجزة . حققها للمتعلم حتى يؤمن بها
• التعليم رواية، لخصها للمتعلم حتى يستوعبها
• التعليم مغامرة ،بسطها للمتعلم حتى يخوضها
عزيزي المعلم :
إن الكتاب أفضل صديق للمرء حيث يسهل اللجوء إليه ، ويقدم النصائح ويمد بالمعلومات ويثري الثقافة .. كما أنه أكثر المعلمين صبرا ويتواجد حيث وحين لا يتواجد الآخرون…. والكتب ليست مجرد أكوام من الورق ولكنها عقول حية وقلوب تنبض على الأرفف يخرج منها صوتها الخاص المميز … أنا أعلم وأدرك أنك تعلم هذا ….

عزيزي المعلم :
إن تقمص الأدوار بأسلوب تمثيلي يساوي عملية رواية قصة نافعة مفيدة … التقمص يبعث الحياة في الموضوع الذي يطرح … فحاول أن تبعث الحياة في حجرة الدراسة …

عزيزي العلم :
أرجو أن يتسع صدرك لتقبل هذه الأسئلة الآتية وتحاول أن تجد لإجابات عليها مع خالص تقديري لك.
1- كيف يكون الإحساس لدى المتعلم عندما يشعر بأنك تتصرف دون مراعاة للقيم والقواعد واللوائح ؟
2- يعرف المتعلم اللحظة التي لا يكون فيها المعلم صريحا وصادقا معه ، فهو يتمتع بالحاسة السادسة … كيف تثبت له أنك تعرف ذلك ؟
3- الأعمال العظيمة والرائعة والنتائج الإيجابية تنجز بالمثابرة والإصرار أو بالقوة .. فكيف لك أن تختار بينهما ؟
4- إن التعبير ، المحاكاة ورواية القصص فن يتطلب براعة ، والمعلم يجب أن يكون متمكنا من هذا الفن .. كيف يمكن إتقان هذا الفن ؟
5- تعد روح المرح والدعابة أفضل رداء يرتديه المعلم أثناء الحصة في حجرة الدراسة …. إذا كنت مقتنعا بهذه المقولة فكيف لك أن تطبقها ؟
6- إذا كنت تعتقد بأن من أهم الأهداف التي يجب أن تضعها نصب عينيك يكمن في إعداد النشء لتعليم أنفسهم طوال حياتهم .. فكيف تفسر هذا الاعتقاد ؟
7- هل يجب التخلي عن شيء مؤكد من أجل شيء مجهول وغير مؤكد ؟ …. لماذا ؟
8- إن المتعلم يقول لك في نفسه ” عاملني على قدر سني وإمكانياتي ” فهل هذا صحيح ؟
9- كم عدد المرات التي تخليت فيها كمعلم عن تحقيق هدف ما بينما كان بإمكانك بقليل من الجهد والمثابرة أن تحقق ما ترنو إليه ؟
10- إذا كان الإنسان يسعى للحصول على منفعة
لقاء ما يقوم به من أعمال .. فما هي المنفعة
التي ترتجيها من عملك بالتعليم ؟

نرجو أن نكون قد وفقنا في ما سعينا إليه من محاولة لإيصال هذه الرسالة ، مع يقيننا بأن كل ما تم عرضه
ليس بالجديد أو المجهول عليكم …………… الذكرى تنفع المؤمنين ،، ونحن سعينا للتذكير لا أكثر من ذلك … تقبلوا منا خالص احترامنا وتقديرنا لكم . والله ولي التوفيق ……